تسجيل الدخول

تسجيل الدخول إلى حسابك

اسم المستخدم *
كلمة السر *
حفظ البيانات

المدرسة العليا للأساتذة تحتفي باليوم العالمي للغة العربية

18 دجنبر 2016

تقرير عن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية


في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية 18 دجنبر، والذي كان شعاره هذه السنة "الامتداد العالمي للغة العربية"، نظمت المدرسة العليا للأساتذة بمكناس وشعبة اللغة العربية بها ندوة علمية شارك فيها أساتذة الشعبة.

وقد افتتح أشغال هذه الندوة السيد مدير المدرسة العليا للأساتذة بكلمة أبرز فيها أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية قد أصبح تقليدا علميا تحرص عليه المدرسة العليا للأساتذة في برنامجها السنوي للأنشطة العلمية والثقافية، منوها في هذا الصدد إلى أن شعار هذه السنة يبرز أهمية إسهام اللغة العربية في الحضارة الإنسانية، كما يشير إلى ما أصبحت تحظى به من اهتمام لدى العديد من الدوائر الدولية، وفي مجال تعلم اللغات في علاقة بمختلف العلوم والثقافات.

بعد ذلك انطلقت الندوة التي ترأس جلستها الأستاذ نور الدين دنكير بمداخلة الأستاذ محمد عفط رئيس شعبة اللغة العربية الذي توقف فيها عند مجموعة من المعطيات التي تتصل بواقع اللغة العربية اليوم في العالم، مشيرا إلى أن الإسلام، وإن لم يفرض تعلم العربية، قد فتح الباب أمام مساهمة غير العرب في تمكين حضور اللغة العربية حضاريا، كما أن الحضارة العربية الإسلامية تكشف جانب حضور غير المسلمين في الكتابة باللغة العربية في مجالات متنوعة، وأن العربية لم تصبح شأنا عربيا إلا مع صعود القومية تحت تأثير متابعة العديد من المذاهب الغربية في هذا المجال.

بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ رشيد بن زكو الذي اهتم بالوقوف على موضوع العلاقة بين اللغة العربية والدرس اللساني الحديث، حيث بين أنها تعد واحدة من أهم اللغات التي حظيت باهتمام ملحوظ على مستوى الدراسة التي تناولت كل مستويات هذا الدرس،وأبرزت ما تشترك فيه اللغة العربية مع غيرها من اللغات وما يميزها، وهو ما يكشف قدرة هذه اللغة على التفاعل الإيجابي مع مستجدات البحث العلمي.

وفي تدخله، اهتم الأستاذ أخ العرب بالحضور المتميز للغة العربية في تاريخ المعرب، واهتمام المغاربة بها، وخاصة الأمازيغ بمنطقة سوس التي عرفت الكثير من المدارس التي اهتمت باللغة العربية، وبمختلف علوم اللغة العربية التي برز فيها العديد من علماء سوس، وشكلت كتبهم رصيدا هاما في الحفاظ على هذه اللغة وإغنائها. وفي السياق نفسه، اهتم الأستاذ بمسألة الحضور الواضح للغة العربية في الدارجة المغربية التي تعد من أهم الدوارج العربية احتواء لمفردات من اللغة العربية، وهو ما يظهر كذلك في العديد من مظاهر التراث الثقافي المغربي خاصة الملحون.

وأبرز الأستاذ مصطفى الغرافي أهمية العلاقة بين اللغة العربية والدين من خلال الحضور اللافت لمبحث الإعجاز القرآني الذي لم يبق مجرد مبحث علمي، بل شكل مستندا لإبراز المكانة الفريدة للغة العربية التي نقلت البلاغ الإلهي الأخير. ولا شك أن النقاشات التي ميزت مبحث الإعجاز قد فتحت الباب أمام نقاشات أخرى انصبت على الوضع الاعتباري للعرب ضمن الأمم الأخرى التي دخلت في الإسلام ، ومساهمة غير العرب في الحضارة العربية الإسلامية.

وفي الختام، تناول الكلمة الأستاذ نور الدين دنكير الذي اهتم بتتبع تاريخ اللغة العربية من خلال الوقوف على نسبها ضمن شجرة اللغات السامية، وما يميزها، مستعرضا الاختلاف الموجود بين الباحثين في هذا التاريخ، وكذلك في إشكال العلاقة بين اللهجات والفصحى،وكذلك ما ميز جمع اللغة العربية في عصر التدوين، وما أثاره ذلك الجمع من قضايا مختلفة تعرض لها العديد من الدارسين، الذين أشار الأستاذ إلى بعضهم، بالتمحيص والنقد.

بعد ذلك ، فتح باب المناقشة أمام الطلبة الذين أسهموا بفعالية كبيرة، من خلال أسئلتهم وإضافاتهم، في منح الندوة رونقا جميلا وخصوبة علمية هامة ، وأضفت على الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية هذه السنة كما كان عليه الأمر دائما بالمدرسة العليا للأساتذة مسحة من الجدية والعمق.

actualite
actualite
actualite
actualite